Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
عندما نتحدث عن مرحلة الطفولة المتوسطة Middle Childhood فهى المرحلة العمرية من 6 سنوات إلى 11 سنة، وتحدث فيها الكثير من التغيرات الفسيولوجية والنفسية والعقلية وتعتبر مجازا نهاية مرحلة الطفولة حيث إن الطفل ينتقل بعدها إلى مرحلة المراهقة وينمو جسد الطفل بشكل واضح. وفي هذه المرحلة العمرية يبدأ الطفل في البحث عن التقدير والإعجاب خارج نطاق العائلة من المدرسين ومن الأقران ومن البالغين الآخرين غير الأب والأم. وتكون الصورة الذاتية للطفل عن نفسه أهم الدوافع لديه وكذلك يبدأ تقييمه تبعا لمجهوده وإنجازه سواء في الدراسة أو التنافس في الألعاب الرياضية أو المعلومات الثقافية، وهو ما يمثل ضغطا نفسيا على الطفل.
تعظم أهمية هذه المرحله في كونها تمثل مرحلة النمو والتطور والتكوين، إذ يحدث فيها بناء الجسم جسديّاً وتنشئته عقليّاً وسلوكيّاً، ويعتمد الأفراد الذين يعيشون هذه المرحلة اعتماداً كُلياً أو جزئياً على بيئتهم المُحيطة، كالأبوين والأخوة وغيرهم، ويتراوح اعتمادهم في أداء المَهمّات الخاصّة بهم بين الاعتماد الكُليّ إلى الجزئيّ مع تطور مرحلتهم وتقدمهم فيها.
يظل البصر طويلا حوالي 80 % من الأطفال، بينما يكون 3 % فقط لديهم قصر النظر، و يزداد التوافق البصري اليدوي. يستمر السمع في طريقه إلى النضج، إلا أنه ما زال غير ناضج تماما. و تكون حاسة اللمس قوية و أقوى منها عند الراشد . و تدل بعض البحوث حول الحاسة الكيميائية (الذوق و الشم)، أن التمييز الشمي للطفل في سن السابعة لا يختلف كثيرا عن تمييز الراشد. و ينمو الإدراك الحسي عن المرحلة السابقة، فبالنسبة لإدراك الزمن، يلاحظ أن الطفل في سن السابعة يدرك فصول السنة.و في سن الثامنة يعطي تاريخ اليوم، بينما يعرف اسم اليوم و الشهر في سن التاسعة. و يتوقف إدراك الوزن على مدى سيطرة الطفل على أعضائه، و على خبرته بطبيعة المواد التي تتكون منها الأجسام. و تزداد قدرته على إدراك الإعداد فيتعلم العمليات الحسابية الأساسية (الجمع ثم الطرح في سن السادسة ثم الضرب في السابعة ثم القسمة في الثامنة). كما أنه يستطيع العد ما بين 20-100 في سن الثامنة، و تبديل النقود الكبيرة بالصغيرة في سن التاسعة. كما يستطيع إدراك الألوان ، أما عن إدراك أشكال الحروف الهجائية ، فيلاحظ أنه قبل سن الخامسة يتعذر على الطفل أن يميز بين الحروف الهجائية المختلفة ، و مع بداية المدرسة الابتدائية تظهر قدرته على التمييز بين الحروف الهجائية المختلفة الكبيرة المطبوعة و يستطيع تقليدها، إلا أنه يخلط في أول الأمر بين الحروف المتشابهة مثل :(ب-ت-ث)، (ج-ح-خ)، (د-ذ)، ( ر-ز)، (س-ش) ، (ص-ض)، (ط-ظ)، (ع-غ). و يستطيع الطفل تذوق التوقيع الموسيقي إلا أنه لا يتذوق بعد الأغنية أو اللحن ويستطيع وصف الصور تفصيلا ،و يدرك بعض العلاقات فيها .
و لرعاية النمو الجسمي يجب الاعتماد في التدريس على حواس الطفل و تشجيع الملاحظة و النشاط واستعمال الوسائل السمعية و البصرية في المدرسة على أوسع نطاق بالإضافة إلى توسيع نطاق الإدراك عن طريق الرحلات إلى المعارض و المتاحف و غيرها . كما يتميز أيضا النمو الحسي للأطفال ابتداء من سن السادسة بالتوافق البصري و السمعي و اللمسي و التذوقي الذي يتجه نحو الاكتمال بالتدريب في نهاية المرحلة مع وجود بعض الصعوبات الحسية لبعض الأطفال التي يمكن ملاحظتها و فهمها و معالجتها منذ وقت مبكر .
يحدث النمو المعرفي بشكل مواكب للنمو العضوي وتختلف طريقة تفكير الطفل من الطريقة الخيالية إلى التفكير المنطقي المرتب ولكنها تحدث على مراحل وتدريجيا. وبالطبع هناك الكثير من الفروق الشخصية من طالب لآخر.
وبطبيعة الحال تختلف الصفوف في المدرسة النظامية عنها في الحضانة (ما قبل المدرسة) سواء في طريقة التعامل مع الأطفال أو المناهج نفسها وتنتقل من مرحلة المتعة واللعب إلى الشكل النظامي أكثر وتعتمد على الملاحظة والتركيز واتباع قواعد معينة.
وإجمالا فإن معظم الأطفال في عمر السادسة لديهم القدرة على التعلم طالما توفرت المرونة في الطريقة التعليمية بمعنى مراعاة الفروق الشخصية بين الأطفال وقدراتهم وعدم التسرع في الحكم على طفل معين بأنه أقل في النواحي الإدراكية من أقرانه إلا تبعا لقواعد علمية معينة خاصة. كما أن هناك الكثير من المشكلات النفسية التي تواجه الطفل في بداية دخول المدرسة مثل الخجل والقلق وعدم التواؤم مع المنافسة وغيرها.
ويجب أن تكون المتطلبات الدراسية تكون متدرجة، وعلى سبيل المثال يكون التركيز في السنوات الثلاث الدراسية الأولى على المبادئ الأساسية من قراءة وكتابة وعمليات حسابية بسيطة ولكن بداية من السنة الرابعة يجب أن تزيد الأهداف المطلوبة نفسها وتتعقد بمعنى أن الطالب لا يكتفي بمجرد القراءة ولكن عليه فهم المحتوى والإجابة عن أسئلة حوله وكذلك الكتابة تنتقل إلى مرحلة تكوين الأفكار والتعبير عنها.
النمو الاجتماعي والعاطفي
في هذه المرحلة العمرية يجري توجيه معظم طاقات الطفل نحو الإبداع والخلق ويحدث تغير اجتماعي ونفسي كبير، حيث يواجه الطفل ثلاث بيئات مختلفة وهي: المنزل والمدرسة والأشخاص المحيطون بهذه البيئات مثل الجيران في السكن أو الشارع أو غيرها. ويبقى المنزل أهم هذه البيئات جميعا وتحدث بداية التحول العاطفي والاعتماد على النفس عاطفيا مع أول مرة يقضي فيها الطفل ليله بعيدا عن المنزل مثل معسكرات الكشافة الصيفية. ويجب على الأسرة أن تمنح الحب والتقبل في حالة الفشل الدراسي وتمنح البهجة والتشجيع في النجاحات المختلفة.
وأيضا في هذه المرحلة يكون للأقران أهمية كبيرة لأنهم يكونون إما في موضع المنافسة سواء في الدراسة أو الرياضة أو يكونون أصدقاء أوفياء أو يكونون قدوة سواء جيدة أو سيئة. وفي الأغلب تكون الصداقات في هذه المرحلة من نفس الجنس كما أنه يحدث تغيير كبير في اختيار الأصدقاء كل فترة. ويستحسن في هذه الفترة أن يجري إشراك الأطفال في الأعمال المنزلية حتى يشعروا بقيمة العمل ومدى الجهد الذي يبذله الآباء وعلى صعيد المظهر يبدأ الطفل الاهتمام بالظهور بالشكل اللائق وارتداء الملابس الجيدة والتعلق بالمقتنيات الحديثة مثل التليفونات الذكية أو أحدث الأجهزة الإلكترونية.
حين يبلغ الطفل السادسة يكون قد تعلم نطق 2500 كلمة و تستمر مرحلة اتساع الحصيله اللغويه و تنمو و تزداد الألفاظ و التعابير المعتمدة من قبل الطفل بمقدار زيادة اختلاطه بالآخرين وسماعه و قراءته للمفردات التي لم تعد عنده مجرد أصوات بل لها دلالتها الخاصة ؛ بحيث تزداد المفردات بحوالي 50 % عن ذي قبل في هذه المرحلة ، و تعتبر هذه المرحلة مرحلة “الجمل المركبة الطويلة ” بحيث لا يقتصر الأمر على نمو التعبير الشفوي، بل يمتد إلى التعبير الكتابي فمع مرور الزمن وإنتقال الطفل من صف إلى آخر ، يلاحظ أن مما يساعد على طلاقة التعبير الكتابي التغلب على صعوبات الخط و الهجاء.
أما عن القراءة فان إستعداد الطفل لها يكون موجودا قبل الالتحاق بالمدرسة، و يبدو ذلك في إهتمامه بالصور و الرسوم و الكتب و المجلات و الصحف. و تتطور القدرة على القراءة بعد التعرف على الجمل و ربط مدلولاتها بأشكالها، ثم تتطور بعد ذلك إلى مرحلة القراءة الفعلية التي تبدأ بالجملة فالكلمة فالحرف. يلاحظ أن عدد الكلمات التي يستطيع الطفل قراءتها في الدقيقة تزداد مع النمو، كذلك أن عدد الأخطاء يقل مع الزمن. أيضا يستطيع الطفل في هذه المرحلة تمييز المترادفات وإكتشاف الأضداد
و في نهاية هذه المرحلة يصل نطق الطفل إلى مستوى يقرب في إجادته من مستوى نطق الراشد. و يلاحظ أن الإناث يسبقن الذكر و يتفوقن عليهم، و يرجع ذلك إلى سرعة نمو الإناث خلال هذه السنوات، و ربما كذلك لأن الإناث يقضين وقتا أطول في المنزل مع الكبار .
وفقًا لنظرية عالم النفس إريك أريكسون، يعد تحدي المرحلة الشعور بالكفاءة مقابل الشعور بالنقص. فالطفل لو تعرض للإهمال، يظل يحمل شعورا دفينا بالنقص. وقد يدفعه ذلك للتفوق والظهور بمظهر طيب أمام الآخرين ليغطي على شعوره الداخلي بالنقص. وتتمثل احتياجات الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة في:
وفقًا لنظرية عالم النفس إريك أريكسون، يعد تحدي المرحلة الشعور بالكفاءة مقابل الشعور بالنقص. فالطفل لو تعرض للإهمال، يظل يحمل شعورا دفينا بالنقص. وقد يدفعه ذلك للتفوق والظهور بمظهر طيب أمام الآخرين ليغطي على شعوره الداخلي بالنقص. وتتمثل احتياجات الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة في:
بناءً على ما ذكر من خصائص ومطالب النمو في مرحلة الطفولة المتوسطة، هناك بعض التطبيقات التربوية لمرحلة الطفولة المتوسطة يستطيع الأهل أن يسترشدوا بها في التعامل مع أطفالهم لإشباع احتياجاتهم:
– إتاحة الفرصة له للتنفيس الانفعالي.
– مساعدته على اكتشاف ميوله وتوجيهها. وبنهاية هذه المرحلة، تتخصص ميول الطفل بشكل أكبر.
– تسهم في تعلم الطفل المسئولية الاجتماعية والكرم ومساعدة الآخرين حيث لا يكفي مجرد التوجيه الشفهي.
– التسامح مع السلوك الانفعالي غير الناجح، والإلمام بالمشاعر الكامنة تحت السلوك الظاهر، ومساعدته على ضبط انفعالاته، وتعليمه كيف يعبر عنها بطريقة مقبولة.
– اعتبار الناحية الجنسية جزءًا عاديًا من الحياة، وتجنيب الطفل أي نوع من الشعور بالإثم.
– تعليمه خصوصية أجزاء جسده، واحترام خصوصية أجساد الآخرين.
– إعداده لاستقبال التغيرات الجنسية التي ستطرأ في مستهل مرحلة المراهقة.
– إجابة أسئلته وتزويده بالمعلومات الضرورية.
– ملاحظة أي اضطرابات جنسية وعلاجها مبكرًا.
– تنمية الرضا بالجنس الذي ينتمي إليه الطفل.
المصادر:
كتاب دكتور عبد الفتاح دويدار.سيكولوجية النمو و الارتقاء. دار المعرفة الجامعية. الأزرايطة. الطبعة الأولى. 1996.ص:218 .
توما جورج خوري. سيكولوجية النمو عند الطفل و المراهق. المؤسسة الجامعية للدراسات . بيروت. الطبعة الأولى. 2000 .ص:57.
كتاب مهارات الحياة، د. أوسم وصفي، دار الأمين للنشر والتوزيع.
كتاب علم نفس النمو “الطفولة والمراهقة”، د. حامد عبد السلام زهران، عالم الكتب.