مرحلة الطفوله المتأخره أهم مراحل نمو الطفل ، حيث تبدأ من سن التاسعه وتنتهى في سن الثانية عشر ، وتحدث فيها الكثير من التغيرات الاجتماعية والإدراكية للطفل، وتزاد أهميتها، نظرًا لانتقال الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة،ومن ناحية أخرى تتأثر هذه المرحلة بالظروف المحيطة بالطفل التي يكون لها دور في التغيرات الشخصية، كما أنها ترتبط بدخوله إلى عامه الأول في المدرسة والذي يعتبر بمثابة اختلاف كبير في نمط الحياة لدى الصغار، لذا يكون للمواقف التي يتعرضون لها في المدرسة الدور الغالب في تكوين الشخصية واكتساب السلوك والقيم، وبالرغم من سهولة تحديد بدايتها بدقة إلا أن نهايتها يصعب تحديدها نظرًا لأن النضج الجنسي وهو المعيار الذي يتحدد من خلاله نهاية هذه المرحلة وبداية المراهقة يختلف من طفل لآخر، ونتيجة لذلك نجد أطفال يقضون أكثر من السن المتوسط في الطفولة المتأخرة، وهناك يقضون أقل من المتوسط فيها. وهذه بعض خصائص تلك المرحله :-
- يكتسب الطفل في هذه المرحلة المهارات الاجتماعية المختلفة، فيبدأ الطفل في التعرف على أقرانه ويحاول تكوين الصداقات.
- يحاول الطفل الانضمام إلى جماعات، في محاولة للشعور بالانتماء والتعبير عن الرأي.
- تتسم هذه المرحلة بأحلام اليقظة والانفصال أحيانًا عن الواقع، حيث يبدأ الطفل في تخيل قصص غير واقعية ويرسم لنفسه صورة بطل خارق.
- تظهر في مرحلة الطفوله المتأخره بعض المشاكل النفسية والتي تتمثل في الكذب غالبًا والتمرد وردود الأفعال الحادة والقوية.
- يجب أن يحرص الوالدان على توجيه الطفل لأنشطة مفيدة في هذه المرحلة مثل القراءة والاشتراك في النوادي الرياضية.
- ينصح استشاري التربية الوالدين بتحسين العلاقة مع أبنائهم في مرحلة الطفولة، حيث أن طريقة تفاعلهم مع الطفل تحدد الكثير من السمات الوجدانية والنفسية والاجتماعية للطفل.
- يجب أن يحرص الوالدان على تعليم الطفل في هذه المرحلة أسس الحوار، وفقه الاختلاف، وأسس القيم الاجتماعية.
- مرحلة الطفوله المتأخره تتميز بالنمو العقلي والمعرفي، لذلك ينصح استشاريّ التربية بأن يستغل الآباء هذه المرحلة في غرس القيم والمبادئ السليمة في الأبناء.
- تتسم تلك المرحلة بشعور الطفل بالتصادم بين الأعراف والقيود الاجتماعية وبين قناعات الطفل وطاقته التمردية التي ترفض الالتزام بالأوامر، وهنا يأتي دور الأسرة في احتواء الطفل في هذه المرحلة.
احتياجات مرحلة الطفولة المتأخرة
هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه الفترة، والتي بدورها تحتاج إلى الدعم والرعاية من الآباء، فيجب عليهم الإطلاع على معلومات عن مرحلة الطفوله المتأخره حتى يستطيعوا التعامل مع أطفالهم بطريقة صحيحة وتقودهم لأن يكونوا شخصيات أفضل، وفي الآتي أهم الاحتياجات التي يجب توفيرها في تلك المرحلة
- الفرصة في اكتساب الهوية الدينية، ويتم ذلك من خلال التقاليد التي يتعامل معها الطفل في الأسرة والمجتمع.
- دفعهم للتعرف على أصدقاء إيجابيين فيتفاعل معهم الطفل بسهولة.
- توفير الإمكانيات لهم لممارسة أنشطة عملية مما يفضلون.
- عمل توازن بين شعورهم بالاستقلالية وبأنهم مساءلين عن ما يقومون به من أفعال.
- التوضيح لهم بأنهم مختلفين عن الذين من نفس عمرهم من حيث معدلات النمو الجسدي، الاجتماعي، الفكري، الروحي، العاطفي،
- إعطائهم الفرصة لتجرية الوعي الجنسي وماهية الانجذاب للآخرين.
- الحرية في شرح اهتماماتهم التي يميلون لها.
مظاهر النمو في مرحلة الطفولة المتأخرة
النمو الجسدي
تظهر العديد من مظاهر النمو الجسدي على الذكور والإناث في هذه المرحلة، ومنها:
- زيادة الطول والوزن بحيث تتمدد الأطراف وتزداد الكتلة العضلية للجسم.
- تزداد مناعة الطفل ويكتسب مناعة تجاه العديد من الأمراض بالإضافة لزيادة قدرته الجسدية على تحمل عدد أكبر من الأنشطة.
- تصبح العظام أكثر قوة وصلابة ويكتسب المزيد من العضلات، بينما تزداد نسبة الدهون عند الإناث أكثر منها عند الذكور.
- تبدأ مظاهر البلوغ في الظهور عند الإناث، حيث يظهر الثديين، وتبدأ الدورة الشهرية.
- تظهر علامات البلوغ على الذكور بسبب التطور الجنسي، ويبدأ ظهور شعر الوجه والصدر في الظهور، وتزداد خشونة الصوت.
النمو الاجتماعي
تظهر العديد من المظاهر الاجتماعية على الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة، حيث يبدأ تشكُل الشخصية، ومن أبرز هذه المظاهر:
- يتمرد الطفل بطاقة ثورية كبيرة على الأوامر، والتعليمات الغير مفهومه له.
- يزداد النمو المعرفي للطفل ويحاول التمييز بين الخطأ والصواب، وبين المقبول والغير مقبول اجتماعيًا.
- تتشكل المهارات الاجتماعية في هذه المرحلة، وهذا ينعكس على سلوك الطفل في تكوين العديد من الصداقات، ويحب الظهور في أماكن من هم أكبر سنًا كأن يدخل الطفل مجالس أبيه مع أصدقائه ويحاول التكلم والظهور، في محاولة منه للتعبير عن شخصيته.
- تزداد قدرات الطفل الاجتماعية، ويحاول الاندماج في المجتمع.
- يزداد اعتماد الطفل على نفسه، حيث يتحمل مسؤولية أكبر من ذي قبل.
النمو الحركي في مرحلة الطفولة المتأخرة
تعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل زيادة في النمو والنشاط الحركي، حيث يُلاحظ ظهور طاقة حركية أكبر من المراحل السابقة، وهذه المظاهر تتمثل في:
- زيادة قوة العضلات وصلابة العظام، تنعكس على النمو الحركي للطفل، حيث تصبح حركته أكثر تحكمًا وأقوى وأسرع.
- تزداد مهارات الكتابة مثل حركته في استخدام القلم، مع تتطور ملحوظ في المهارات الحركية اليدوية، حيث تصبح قبضة يده أكثر قوة وتحكمًا.
- تزداد قدرته الحركية ويتولى الكثير من مسؤولياته، كأن يحضر بعض الطعام لنفسه، ويحرك بعض الأشياء الكبيرة من مكان لآخر.
- يجب إرشاد الأهالي إلى استغلال طاقة الطفل الكبيرة في هذه المرحلة إلى أنشطة مفيدة مثل أن تشترك له في المسابقات الرياضية والأنشطة الاجتماعية التي تساعده على تنمية مهاراته الجسدية والاجتماعية.
النمو الانفعالى فى مرحلة الطفوله المتأخره
النمو الانفعالي للطفل يتطور في هذه المرحلة، نتيجة لنمو القدرات العقلية والاجتماعية للطفل، وهذا يتمثل في عدة مظاهر:
تزداد قدرة الطفل على التحكم في انفعالاته وردود أفعاله بزيادة ذكائه المعرفي، وقدرته على التمييز بين الخطأ والصواب.
تتشكل مشاعر الغيرة عند الطفل وتظهر حال شعوره بتمييز والديه أحد أخوته عليه، ويجب التعامل مع هذه الحالة الانفعالية باحتواء الطفل وتقديم الحب الغير مشروط، حتى لا يشعر الطفل بالخزي والدونية.
الصحة النفسية للطفل تؤثر على انفعالاته في مرحلة الطفولة المتأخرة، حيث أن الطفل الذي نشأ في بيئة مفككة غالبًا ما تكون تصرفاته الانفعالية مضطربة.
التغذية تؤثر على انفعالات الطفل في مرحلة الطفولة المتأخر، حيث تتسبب التغذية السيئة في اضطراب النمو الانفعالي.
بيئة الطفل الأسرية والاجتماعية من أهم العوامل التي تؤثر على السلوك الانفعالي للطفل، حيث تتشكل تصرفات الطفل وردود أفعاله من نماذج الشخصيات المحيطة به.
مشكلات مرحلة الطفولة المتأخرة
مرحلة الطفولة المتأخرة تمثل مرحلة النشاط، والتغيرات الاجتماعية، والكثير من التطورات في جوانب الشخصية؛ ولكن هناك بعض المشاكل التي تواجه الأطفال في هذه المرحلة، ومنها:
ضعف الثقة بالنفس
يرجع ظهور مشكلة ضعف الثقة بالنفس للعديد من الأسباب الاجتماعية والنفسية والجسدية، وتتمثل في:
- المشاكل الأسرية في بيئة الطفل، ينتج عنها شعور الطفل بعدم الثقة، بالإضافة لشعوره بعدم الأمان، وهذا يظهر في تصرفات الطفل السلبية.
- مقارنة مستوى الطفل بأقرانه من أبناء جيله، كأن يقارن الوالدان ببن القدرات العقلية والجسدية للطفل وبين قدرات زملائه في المدرسة، هذه المقارنة لها تأثيرات سلبية على نفسية الطفل يمكن أن تلازمه بقية حياته، فيجب تنبيه الوالدان إلى خطورة هذا السلوك.
- تأخر نمو الطفل في جانب معين، كأن تكون القدرات اللغوية للطفل ضعيفة وهذه المشكلة تولد عند الطفل الشعور بالنقص والخزي، مما يؤدي إلى ضعف الثقة بالنفس، ويجب على ولي أمر الطفل يتابع مشكلة الطفل على متخصص.
مشاكل سلوكية وعدوانية
وتظهر هذه المشاكل في مرحلة الطفولة المتأخرة بشكل خاص، بسبب التقلبات المزاجية والانفعالية للطفل، ومن هذه المشاكل:
- العند والتمرد: تظهر هذه المشكلة مع تطور النمو الانفعالي للطفل، وبداية التعبير عن الشخصية.
- الغيرة وردود الأفعال الحادة: وهذا يظهر عند شعور الطفل بالنقص وتفضيل أحد أخوته أو أقرانه في مدرسته عليه، وهذا إما ينعكس على الطفل بضعف الثقة بالنفس، وإما يتحول لطاقة غصب حادة وردود أفعال مبالغة.
مرحلة الطفولة المتأخرة تمثل أحد أهم مراحل النمو الانفعالي والاجتماعي والإدراكي وللحركي، ويجب أن يحرص الوالدان على تقديم الدعم الكافي للطفل خلال هذه المرحلة، حتى لا يؤدي الإهمال إلى مشاكل مستقبلية كبيرة.